كتب : دكتور نفر دخلت وزارة الآثار معركة جديدة مع أمين عهدة تمثالى العجل أبيس، والإله “سيرابيس”، بعد أن رفض الأخير سفرهما لعرضهما ضمن معروضات “أسرار مصر الغارقة فى أوروبا”، مؤكداً أن السفر سيضر بحالتهما الأثرية، وذلك لعدم جواز مشاركة قطع أثرية متفردة، كما أنهم من أهم عناصر سيناريو العرض بالمتحف اليونانى الرومانى، بالإضافة إلى حالة العجل “أبيس” لسيت جيدة ومن الممكن أن تعرضه للخطر عند سفره. وحصل “العالم الحر” على الخطاب الموجه من عبير محمد أمين أول المتحف اليونانى الرومانى، والموجه لمدير عام المتحف، والخاص باختيار تمثال عجل “أبيس” و تمثال من خشب الجميز للاله “سيرابيس”، وعدم جواز سفر القطعتين.
قالت إلهام صلاح الدين رئيس قطاع المتاحف، إنه بعد مخاطبتى عن طريق مدير عام المتحف اليونانى الرومانى، بخصوص شكوى أمينة العهدة التى أفادت بعدم رغبتها فى خروج تمثال العجل “أبيس” لمعارض أوروبا، أرسلت خطاباً للدكتور مصطفى أمين الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار لتحويل مسئولة العهدة للشئون القانونية، حيث إنها كانت إحدى الموقعين بالموافقة على القطع المختارة.
وأوضحت إلهام صلاح الدين، أن أسباب منع خروج عجل “أبيس” التى جاءت بالشكوى غير صحيحة، حيث ورد بها أن الأثر متفرد فكل آثارنا متفردة فهى كلمة مطاطة وتحمل الكثير من المعانى، ومع هذا يحكم الأمر لجنة المعارض التى يتوفر بها خبراء فى مجال الآثار عبر العصور، وأيضاً خبراء فى مجال الترميم.
وأكدت رئيس قطاع المتاحف أن اللجنة حيادية، حيث إنها تتكون من داخل وخارج وزارة الآثار، وقد أفادت اللجنة ووافقت على إجازة خروج القطع الأثرية التى وقع الإختيار عليها من قبل عدد من اللجان المتخصصة فى الآثار الغارقة، وأيضاً فى العصر اليونانى الرومانى والعصر الفرعونى من الإسكندرية والقاهرة، وتتضمن اللجان أمناء العهد، وبعد موافقة هذه اللجان بالتعاون مع الجانب الفرنسى الطالب للمعرض، تم عرض ذلك على لجنة المعارض الخارجية والتى أفادت أيضاً بالسماح بخروج القطع دون إستبعاد أو تعليق على أى قطعة.
وأشارت إلهام صلاح الدين إلى أن أعضاء هذه اللجان كان من بينهم أمينة العهدة صاحبة الشكوى، والتى قامت بتقديم هذه الشكوى بعد خروج المعرض، علما بأنها موقعة على جميع القوائم والمحاضر، ولا ندرى ما الدافع وراء هذه المهاترات، مضيفة هناك العديد من الأشخاص داخل الوزارة وخارجها ضد مصلحة هذه البلد، حيث إن هذه الآثار خاصة الغارقة مخزنة فى صناديق ولا ترى النور والعناية، وخروجها للمعارض الخارجية من إتخاذ كل الإجراءات القانونية والأمنية هى المسار والمخرج الوحيد لظهورها والعناية بها، حيث لا تتسع المتاحف فى الإسكندرية بهذا الكم المستكشف من الآثار الغارقة.
ولفتت إلهام صلاح الدين إلى أن المعارض الخارجية على جميع المستويات السياسية والإقتصادية والثقافية تعد هى عنصر مهما، وتفتقد فى مصر الآن إلى عنصر السياحة بأنواعها ولم ولن تعد المعارض الخارجية هى السبب لمنع السياحة، ولكن هى السفير الصادق الذى ينادى لكل محبى الحضارات والثقافات بفنونها وقيمتها التاريخية عبر العصور، ومهما درس العنصر البشرى لتلك الحضارات لن يكون كافيا لها.